جف القلم اخيرا

جف القلم اخيرا نعم لم اكن اتوقع ان قلمي سوف يتهالك شيئا فشيئا

لم اتوقع انه يجف من حبره وان يصمت طويلا انها صدمه كبيره لى

فطالما كان ذلك القلم مؤنس وحشتى ورفيق دربى

وطلما كنت افرغ همومى التى اثقلنى بها الزمان علا صفحاتى البيضاء

فكان سيالا عطرا لا يخيب ضنى فيه ابدا

فبمجرد ان امسكه اجده يسبح بخيال لا حدود له

ولا يوقفه شيء فاحببته كثيرا واصبحت اغازله احيانا وا حتفظ فيه معلقا علا صدري

جل وقتى فهو رفيقي الذي لا يخدعنى ابدا

ولكن اخذ يتهالك شيئا فشيئا ويهرم ويقل عطائه لا اعلم لماذا

حتى اذا اسمكته اجده يقف ولا يخط شيئا ولو اجبرته فهو يكتب كلمه او كلمتين

مجبرا بها تعلوها غمامه سوداء

وارجعه معلقا علا صدرى لقد رفض ان يقدم احساسى ومشاعري كما كان يقدمها سابقا

ولاكنى لم اتركه الا ان يعود كسابق عهده نشطا سيالا

فتركت له الصفحات ليتحرك ويخبرنى عن سبب صمته الطويل

ليكتب لى انه قد سئم ذالك البركان الذي يتمخظ في صدرى وقد يعلن الانفجار في اية لحضه

ليخبرنى ان الزلازل التى كانت تحركه وهو معلقا في صدرى قد اجهدته كثير

وهو اول من يشعر بتلك الهزات الصدريه التى أعيته

فلا طاقة له بها لقد سئم كل شيء وسئمنى انا وسئم من جروحى الكثير

وهمومى التى لا ناقة له بها ولا جمل

نعم لقد مل منى لقد هرم لقد نزف دماء حمراء ممتاليه حتى اصابه فقر الدم من كثرة نزفه

لقد خط بحبره دموعى حتى اختفي سواد العينين وسال مع الدموع واصبح حبرا يخط الكمات

اه يا قلمى انت الوحيد وانت الاخير

وانت يا قلمى اغلى ما فقدت