الحمد لله رب العالمين , الحمد لله فاطر السماوات والأراضين , الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه ولعظيم سلطانه , الحمد لله كما ينبغي لجزيل فضله ولجميل إحسانه , الحمد لله أرسل رسله بالهدى والحق المبين , فكانوا للبرية مبشرين ومنذرين , الحمد لله القائل : {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} , والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبد الله الصادق الأمين ومن يعرف بصدق في صباه يصدق عند سن الأربعين , وعلى آله وصحبه والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد ..
تتضمن سلسلة "فذكر بالقرآآنـ " رسائل وعضية
هي عبرات تسكب على ما آل إليه كهولنا قبل الشباب , وما ضُيع بيننا من أوامر الكتاب , عبرات على غفلة فشت وسكرة طغت ومحارم انتهكت وقلوب قست .
{ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ }
قال ابن الجوزي : قطرة دمع على الخد أنفع من ألف مطرة على الأرض .
قال عبد الله بن عمرو : لأن أدمع دمعه من خشيه الله عز وجل أحب إلى من أن أتصدق بألف دينار .
وقال كعب الأحبار : لأن أبكى من خشية الله فتسيل دموعي على وجنتي أحب إلى من أن أتصدق بوزني ذهبا .
كم هانت علينا الدموع ...
صارت تسيل لكل شيء..
تسيل في الفرح وفي الترح ..
بل تسيل في الحرام ...
تسيل من أجل مغنى أو ممثل ...
تسيل لأجل صديقة أو عشيقة ...
ولذلك تعطل مجراها الطبيعي ..
فقحطت في الصلاة ..
وقحطت عند الموعظة ..
وقحطت عند تلاوة القرآن ..
ثم تشتكي من عدم الخشوع ...
وتشتكي قسوة في قلبك
عجبا لك ...!!!!